ما أجمل الانسان الذى يتألم ولا يتكلم ؛ ويبكى ولا يصرخ ؛ويحب ولا يجرح

السبت، 17 مايو 2008

سافر من غير ميعاد


كنت اجلس على مكتبى وجاءت لى نسمه هواء من الشباك المفتوح خلفى مع صوت العصافير تذكرت حينها ايامى معه ؛حينما كنا نجلس سويا تحت الشجر مع الاصدقاء وكانت عيوننا فقط هى التى تتحدث دون ان يصرح كل منا للاخر انه كل مايتمناه فى الحياه ؛وكنا نضحك ونتحدث فى كل شىء الا ما يدور فى عقولنا ومانحس به فى قلوبنا ؛وهذا راجع لعده اسباب منها واهمها انه يصغرنى فى السن بعام وبضع شهور ولهذا السبب لم يصرح لى بحبه الذى يملأ كل كيانه وهذا ماعرفته من صديق لنا كان قد اعترف له انه يحبى ولكنه يخاف ان يصرح لى بهذا خوفا من ان ابتعد عنه نهائيا واكتفى بان نكون اصدقاء ولو حتى فى الظاهر فقط ولكننى كل حياته. وانا لم اصرح له بحبى لان حيائى يمنعنى من هذا ولاننا تربينا على ان الولد هو الذى يبدأ اولا حتى لو كانت انفاسى متعلقه بدقات قلبه ؛ومرت الايام بنا على هذا الحال حينا لااكون موجوده يبحث عنى بنظراته ويسأل عنى الاصدقاء ويتلف على ظهورى وعندما اظهر تنير حياه بشمس وجودى ويحتوينى بنظراته ويراعينى بأهتمام بالغ لاأفكر فى شىء الا وقد أتى به لى كنا مشتركين فى أغلب أفكارنا ومتفقين مع بعضنا البعض فى الرأى والاهتمامات حتى الكتب التى كنت احب اقرئها كان ايضا يحبها ؛ونوعيات الاكل كنا نشترك فيه ايضا؛وفى ذات يوم لم أره فى مكاننا الذى كنا نجتمع فيه مع الاصدقاء ومرت الايام ولم يظهر وسألت عنه اصدقائنا ولم يكن احد يعلم عنه شىء اختفى مثل الطيف الذى يظهر ويختفى فجاءه ولك يكن امامى غير ان اطلبه واطمئن عليه ولكن كيف لى ان اتى برقم تليفونه وانى لم اطلبه منه فى يوم من الايام ماذا افعل ؟
لم يكن امام غيرى شئون الطلبه فى الكليه فذهبت الى الشئون وطلبت من الموظف الموجود رقم تليفونه لاننى احتاجه فى امر هام واعطانى الموظف الرقم وكنت فرحه به جدا لاننى سوف اطلبه واطمئن عليه وعلى اخباره وأسمع صوته من جديد الذى كان يطربنى وأود ان لايسكت عن الكلام لكى لااحرم من سماع صوته ؛وعدت الى البيت وذهبت الى غرفتى لكى اطلبه وكلى لهفه وشوق له ؛ها هو التليفون انت الذى تطمئنى على حلم حياتى وطلبت الرقم وردت عليا والدته
انا :السلام عليكم
هى :وعليكم السلام ورحمه الله
انا :لو سمحتى ياطنط ممكن اكلم احمد انا زميلته فى الكليه
هى :احمد
انا :ايوه ياطنط هو موجود
هى :لاء هو مش هاينفع يرد عليكى لانه مش موجود
انا :طيب لو سمحتى ياطنط هو احمد هايجى امتى ؟
هى :احمد مش راجع تانى احمد معدش موجود خالص
انا:ازاى ياطنط يعنى انا مش فاهمه (وبدا عليا علامات التعجب والدهشه)
هى :احمد مااااااااااااااااااااااااااااااات
انا :مااااااااااااااااااااااااات
وأغلقت الخط لانى لم استطع اتمام المكالمه ؛غاب احمد عن الحياه مثله مثل اى شىء جميل فى حياتنا غاب قبل ان اعترف له انه كل حياتى ويظل كذلك كل حياتى وسوف نتقابل من جديد ؛ولكنه سافر من غير ميعاد

هناك تعليق واحد:

none يقول...

ياااااااااااااااااااه قد ايه اثرت فيا الرسالة دى يا كاريزما.
للاسف مش عندى اى كلام اقوله الا ان موضوعك ده حلو جدا واثر فيا جدا جدا جدا .
واستمرى بموضوعات ال دايما بانتظرها.